أحتاجُ حرفاً مِنَ البارودِ أزرعهُ ... للشاعر السوري الكبير فايز ابو جيش

 


...

أحتاجُ حرفاً مِنَ البارودِ أزرعهُ

لغماً يَُفَجّرُ في العتماتِ أنواري

   ،،                

يُبعثرُ الكُرْهَ فيمنْ سوفَ يقرأهُ

ويقتلُ الحِقدَ عنْ عَمْدٍ واصرارِ 

،،

مُهَدِّمَاً في نفوسِ الخَلقِ أبنيةً

من النفاقٍ؛ وأنفاقاً من العَارِ 

،،

ماعادَ يجدي بقاءُ الحرفِ زنبقةً

و نغمةً صاغها للحبِّ قيثاري 

،،

نريدهُ في زمانِ القهرِ قنبلةً 

لتستريحَ وصايا النُّورِ في الغارِ  

،،

لامأربَ اليومَ لاعرشٌ ليجلبهُ

جِنٌّ ولا هدهدٌ يأتي بأخباري 

،،

ماعادَ في دفترِ التاريخِ حانيةٌ

لتمسحَ الدمعَ عن وجناتِ أنباري

،،

من ذا يدمشقُ في ثوبِ الشَّامِ إباً

ليستعيدَ شموخَ النصرِ آذاري 

،،

من ذا يطاردُ ضوءَ الشمسِ في وطنٍ

أعمى يبيحُ زواج القطّ للفارِ 

،،

كلُّ الشعوبِ به مشروع راحلةٍ 

وسِلعةٍ بخسةٍ بيعتْ بدولارِ 

،،

من يمنحُ الوطنَ المصلوبَ أمنيةً

لتهجرَ الثورةُ الحمقاءُ ثوّاري 

،،

هناك عند انكسارِ الروحِ فاصلةٌ 

من بعدها تكتفي بالدمع أنظاري 

،،

موتٌ ضياعٌ جياعٌ غربةٌ وجعٌ

قهرٌ دمارٌ وقلبٌ حنَّ للدارِ 

،،

هنالكَ القدسُ تبكي موتَ قبلتها

وفي العراق توابيتٌ من الغارِ

،،

أحتاجُ قطفينِ منْ أغصانِ خاطرةٕ

وومضةٍ من مزيجِ النورِ والنارِ 

،،

أخصِّبُ الشعر من ذرّات بارقةٍ

وأطلقُ الجنًَ من دهليز أغواري 

،،

وأسكب الحب في أقداح مفردةٍ

فيسكرُ الشِّعرُ من عنَّابِ أفكاري 

،،

ودفقةٍ من معينِ الروحِ صافية

لتروي الأنفسَ الجدباءَ أنهاري 


أقارعُ الشمسَ حُسناً عندَ طلعتها 

فتشرقُ الأرضُ من مصباحِ أشعاري


... 

أشعار

فايز ابو جيش



تعليقات