ضـيـّعـتُ قـلبي على أعـتـاب أوطـاني
----
ـ جاءت تعاتـبني كالواهنِ العاني :
صرفتَ عني الهوى.؟حقا ستنساني.؟
ـ فقلتُ لا تكملي زِدتِ الفؤادَ أسى
عَـتْبُ الملاكِ وطيف البيْنِ أوهاني
ـ فـأهملـيني فإنى الآن تـشْغـلـني
حسناءُ قد حاصرتْ فكرى ووجْدانى
ـ هيفاءُ ذاتُ خِضابٍ سال فى أفـقي
فـأشْعـلَـتْـهُ بـلون الأحمر الـقانـي
ـ قد أطبقتْ جفـنهـا. لـيست بـها سِنـَةٌ
كأنـها زهرةٌ فى لـيل نيسان .!
ـ حوراءُ لمياءُ ما أبْقـتْ لفـاتـنةٍ
فى دفْـتر الحسن إلا المستـوى الثاني.!
ـ شَعثـاء غبراءُ من هَـدْمٍ لقُـمْـرتها
ماتـتْ ولكنْ بـها ما زال رُوحانِ
ـ روحٌ تأجـّج حـُسنـًا في نواظرنـا
وفي الضمـير تَشـظَّـتْ روح غضْبان
ـ كأنما الموتُ في الأرجاء يهـتفُ بي :
الحسن يـا أيهـا الأحياءُ صِنفـانِ
ـ فهـل رأيـتِ فتـاةً مُزّقت قطعـًا
تـُحيِي وتقـتلُ فِعـْل الـمارد الجان.؟!
ـ أشْلاءُ قلـبي على الطرقات مهملـةٌ
كـفّ هناك.وخصرٌ والذراعان
ـ فما لديَّ فؤادٌ أحتويـكِ بـه
وما لديَّ لِفرْط الروْع عيـنان
ـ لا لـوْمَ يـا أختُ قد غـيـرتُ خارطتي
إني سأعشقُ حـُسـْنا عند جيراني
ـ حسنـاءُ غـزةَ منذُ الآن فاتـنـتي
فيها لَماكِ وفيها الـدَّلُّ لِـبناني
ـ لا تحسبي العشق أجسادًا مُـنـضـّدةً
والعشقَ نشوى تلهـّى عند نشوان
ـ العـشـقُ لَـثْمٌ وضَمٌّ وارتعاشُ يـَدٍ
وخوْف نَأيٍ وهَـمْـسٌ عـند نِـسْـوان .؟!
ـ فليسْـقـطِ العشقُ إني الآن أعلنـُها
غيَّرتُ جلدي وقاموسي وألحاني
ـ إني صرفتُ الهوى عن كل فاتـنـةٍ
فوق التراب فعِشقي عالَـمٌ ثـانِ
ـ فعاجَلـتْني : أتـنسانى وتعشقهـا.؟
إذهبْ فَدتــْكَ تـباريـحي وأشجاني
ـ لـمْ تـُغْـنِ عني وقد جاورتَـني زمـنـًا
شهرًا تـُنـيلُ ودهْرًا كنتَ تـنساني
ـ ماذا ستفعل من مـاتتْ بـعشقكـمُ
يـاعبقريَّ الهوى أفـْسدْتَ ميزاني
ـ أتـتركُ الـحسنَ نـهْـبـًا للأسى زمنـًا
غَضًّـا تَـقاسَمُهُ أظـفـارُ ذؤبـانِ .؟!
ـ يـلـهـو بـه كل خنزيـرٍ على مَهـلٍ
على " الـهـواء" جهـارًا غير خجلان ؟!
ـ وتـنثـني تلـثمُ الأشلاءَ تعشقهـا
لا تـعشقـون سوى أشلاء إنـسان.؟!
ـ مـا أعجبَ الـعُـرْبَ عشاقًـا وأعجبَهـم
إذا استـباح حِمـَى حُرماتهمْ جانِي
ـ هل" خالـدٌ" "وابنُ وَرْدٍ " منكمُ عربٌ ؟
لعل "عنـترةَ العبـسيَّ " يوناني ؟ !!
ـ غَرّرتَ بى يـا حفـيـدَ الأوفيـاء ضُحى
يـانخـْوةً خادعَـتْ شَكِّى وإيـماني
ـ فاذهبْ. أو امكـثْ فلا تثريـب يـا أملاً
قد ضاع مني على أعْتـاب أوطـاني ... أشعار
محمد الـمتولـي مسلم
