مبارك ديوانك الجديد الذي يحتوي 36 قصيدة ليتك تمنحنا بعضا من مفاتيح مشروعك الشعري الذي مثل الديوان جزءا منه
#يؤرقه_الحنين عن ديوان العرب للنشر و التوزيع - وطن العرب #معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2021بمشيئةالله
بارك الله فيك شاعرنا الكبير أشرف دسوقي علي ... بداية أنا من مواليد قرية صغيرة في مدينة مطاي محافظة المنيا اسمها الإتلات ورثت فيها عن أمي تراثها الصوفي حيث جدها الشيخ جنيدي الشريف من آل البيت وجده الشيخ مبارك أحد أولياء الله الصالحين له مقام يتعلق به الفقراء من أصحاب الحاجات موجود حتى الآن في قرية السعدية مركز بني مزار وكنا أطفالا نزوره مع أمي وخالتي كل جمعة نكنس المقام ونرش الماء حوله وأمي كانت تقطع للمحتاجين أصحاب الحاجات شريطا أخضر من الثياب المغطى بها ضريح الشيخ كنوع من البركة
ولم تزل في أشعاري حتي اليوم هذه النزعة التي تميل إلى الحب في مداره الأسمى حتى قصائدي التي كتبتها غزلية تبتعد كثيرا عن الجسد وتسمو إلى آفاق الحب الإلهي الذي يتزعمه الشريف الرضي وابن الفارض والبوصيري ورابعة العدوية والشيخ صالح الجعفري وغيرهم
وورثت عن والدي عبد الحميد عبد الفتاح السيد السيلي الفلاح الشريف الذي أنفق عمره في فلاحة الأرض رافضا الهجرة يوما واحدا خارج أرضه وحين ماتت أمي في ريعان شبابها ونحن في ريعان طفولتنا لم يتزوج أبي وواصل الحياة وحيدا بغير امرأة تشاركه متعة الجسد وألم الحياة
فتعملت منه الصبر والتسامي والانتماء كان أبي أعظم ما يكون الفلاح المصري الأصيل في العفة والشرف والتسامح وحب الناس حتى من ينهشون لحمه لا يحمل لهم ضغينة يحمل الكلّ ويصل ال أرحام ويجبر الخواطر يرفض الصدقة والهدية عزيز النفس طويل القامة ضحوك الثغر تتساقط منه الحكمة كما تتساقط الثمار الناضجة
فكانت دواييني كلها تتمثل الانتماء والحب والتعاطف مع الكادحين والانتصار لهم
وماذا عن ديوانك الأخير ؟
جاء ديواني السادس يؤرقه الحنين عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع كاستراحة محارب يمسك أرغوله ويغني تحت شجرة منصوبة على جحيم الغربة والأحزان أغنيات مرتجلة تعود إلى المنبع الأول وهو القصيدة الغنائية الموزونة المقفاة
تجليات السين
.....
النورُ فجّ وعطرُ وردٍ نرجسي
من وجهِ بنتٍ كالصباحِ المُشمسِ
كَشَفَت كبلقيسٍ زُجاجا رائقا
روحي سَكَبتُ على البساط السندسي
أشتاق نورَك بي لنوركِ حاجةٌ
ما اشتاق سيفَ (صلاحَ ) بيتُ المقدسِ
قالت أخافُ عليك يا طفلُ الهوى
فتضل أنواري ضلالةَ (فارسِ )
قلت اغرسي في القلب شُعلة ناركم
قلبي حلا لكِ ما بدا لكِ فاغرسي
مالي هواكُم ثروتي عينُ الرضا
تُبدونها في وجه عبدٍ مفلسِ
جوعانُ تشبعني بذكركِ لقمةٌ
عريان ليس سوى حنانكِ مُلبسي
وأتوهُ يهديني سناكِ على الدُّجى
أخلو و لا أخلو غرامُكِ مُؤنسي
وأقول ظِلّي بالمحبةِ وارفٌ
هُبّوا خِفافا في بياض النورسِ
٢_ تعتمد في شعرك علي أطروحات فكرية وفلسفية هل تري أن المتلقي قادر علي التفاعل مع منتج له عمق فلسفي في عصر كهذا؟
الشاعر الحقيقي عليه أن يغازل جمهوره ويتعاطف مع أحلامهم وأحزانهم انتصاراتهم القليلة وانكساراتهم العارمة في قصائدي أضع الجمهور نصب عيني فأجعل النص غير مغلق وفي نفس الوقت به من العمق والفكر قصائد تغامر في الحداثة مضمونا وشكلا وتتفاعل مع تراثنا المصري والعربي والإنساني تتسع لقضايا كبرى كالموت والحب والعدل والحرية والثورة والمقاومة فالشاعر الحق لسان الكائنات الحية ونافخ الروح في الجمادات وإذا كانت عاطفة الشاعر صادقة وحارة سيصل النص للبسطاء و العاديين في ذات الوقت الذي تصل للصفوة والنخبة فلا ينكر أحدنا وصول المتنبي وعنترة بن شداد ونزار قباني ومحمود درويش وأمل دنقل وبدر شاكر السياب
٣_لماذا لا يحتفي النقاد بالأدب الجيد وهل تعاني من التجاهل من قبل هؤلاء النقاد؟
العقود الأربعة الأخيرة شهدت انحسار الضوء عن الفكر والأدب لصالح الغناء والتمثيل وكرة القدم فانتقل المثل الأعلى للناشئين من عباس محمود العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ إلى لاعبي الكرة ونجوم المهرجانات مع احترامي لكل عطاء بشري يعجب الناس ويلبي احتياجاتهم وعلى الشاعر أن يطور من أدائه حتى يلاحق العصر المتسارع ولا ينفصل عن الجمهور فالشاعر بدون جمهور كالسمك خارج الماء
أما بخصوص النقد والنقاد فقد تعرض عدد من النبلاء من مصر وخارجها لدواويني سواء بالنقد الأكاديمي أو بكتابات الاحتفاء على وسائل التواصل الاجتماعي منهم باحثة من السنة في إيران تناولت قصيدتين لي في رسالة
دكتورة عن شعراء ثورة يناير في مصر ودكتورة هداية مرزق رئيس قسم اللغة العربية جامعة سطيف بالجزائر والدكتور خالد عبدالغني والناقد الكبير عبد الجواد خفاجي ودكتور جمال العسكري والأدباء والنقاد السيد طه وسيد فؤاد زعيتر ودكتور قرشي دندراوي ومراد محمد حسن وهاشم زقالي وعباس حمزة وأحمد عوض الله الأسواني و دكتور محمد سيد عبد المريد وسليمان الزهيري ومحمود أبو عيشة والعربي عبدالوهاب ومحمد ابوالليف وأحمد ربيع الأسواني وباحثة دكتوراة حاليا في جامعة اسوان تتناول ثلاثة دواوين لي مع آخرين في رسالة دكتوراة ودكتور عبدالمطلب الشرقاوي وغيرهم مما لم تسعفني الذاكرة
والحق أقول أن الحركة النقدية تأخرت كثيرا عن مواكبة الحركة الإبداعية في عموم مصر وارتبطت للأسف الشديد بالعلاقات والمجاملات وحسابات تبادل المنفعة ولم يعد لدينا النقاد المبشرون بالشعراء كما كان يحدث فترة أوائل القرن العشرين فترة جماعة الديوان وجماعة ابواللو وما بعدهم حتى جيل الستينات حيث كان بزوغ نجم شاعر جديد موضع احتفاء الأوساط الثقافية
٤_ ماهي الأنواع الأدبية الأخري التي تمارسها؟
أمارس الشعر كما يمارس الإنسان عملية التنفس والطعام والشراب أكتب الشعر بكل عطاءاته متسامحا مع كل أشكال الكتابة فمنذ الديوان الأول نتوءات على جسد نحيل 1998 و البشارة أغاني الحب والثورة 2002 و الأبيض يفرض سطوته 2014 و نقوش على جدار الروح 2015 والغبار للمهزومين والأبيض 2019 والغبار للمهزومين أن يفخروا بالبطولة 2019 وأنا أكتب قصيدة النثر بالتجاور مع قصيدة التفعيلة والنص العمودي وأكتب الدراسات النقدية للدواوين التي يطلبون مني مناقشتها وعندي ديوان شعر عامية يبحث عن ناشر
لكن للأسف لم أخض تجربة الرواية والقصة القصيرة والمسرحية حتى الآن مع أنني كلي شوق ورغبة في خوض هذه المغامرة
٥_كيف تشخص أزمة الأدب في وقتنا الحالي؟
جيل السبعينات الذي قطع شعرة معاوية التي كانت تربط بين المتلقي والمبدع ومازلنا نعاني حتى اليوم من هذه المشكلة
حيث عزف الناس عن شعراء ينتجون نصوصا للنخبة بل ربما هم أنفسهم لا يستطيعون ربما التواصل مع إبداعات رفاقهم فكونهم مالوا إلى إغلاق النص وتحميله زادا ثقيلا من قراءاتهم فتحول النص عندهم إلى نوع من استعراض ثقافة الشاعر وتشعب موارده الفكرية
والشعر في رأيي الخاص هو مادة الشعور وليس مادة المعرفة لذا حاولت في دواييني أن أكون قريبا من العامة و لا أقطع سبل التواصل معهم
٦_ لمن تقرأ وبمن تأثرت وكيف تنظر لمستقبل الشعر؟
أنا تفتحت عيني على شعراء المهجر إيليا أبو ماضي وإلياس فرحات والشاعر القروي وجماعة ابوللو خاصة إبراهيم ناجي والهمشري والشرنوبي وأبو القاسم الشابي ثم انبهرت بمدرسة الشعر الحر صلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي وأمل دنقل وحسن طلب ومحمد الفيتوري و بدر شاكر السياب وعبدالوهاب البياتي ونزار قباني وأحمد مطر وشعراء القصيدة العمودية حافظ إبراهيم وأحمد شوقي والجواهري وعمر أبوريشة ومتصالح جدا مع شعراء قصيدة النثر على امتداد الوطن العربي خاصة مع وجود شبكة التواصل الاجتماعي الفيسبوك التي سمحت لنا بالاطلاع على تجارب الآخرين وبنفس التسامح أتعاطى مع أصحاب القصيدة العمودية
الجديدة حسن شهاب الدين وعلاء جانب وأحمد بخيت والكثير من الشباب الصاعد بقوة عرب صالح ومحمد إسماعيل و حسن عامر ومحمد ملوك وأحمد جمال مدني و منصور الكلحي و أبوزيد إسماعيل وغيرهم مما لا تسعفني الذاكرة وعلى الشاعر أن تتسع دائرة قراءاته لكل ما ينتجه العرب لا المصريون فقط
٧_هل استطاعت السوشيال ميديا كسر حواجز التعتيم وكيف استفدت منها؟
نعم أصبح شاعر مثلي يقيم في قرية أقصى جنوب مصر ( السدالعالي شرق جنوب مدينة أسوان ) يتواصل مع شعراء مجايلين له أو أساتذة له قد سبقوه زمانيا بعشرات السنين واتسعت شبكة معارفي ليس داخل مصر بل على امتداد الوطن العربي ودول العالم
نعم استفدنا كثيرا من شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك يوتيوب وتيك توك والواتس و وغيرها ) ونشرنا من خلالها قصائدنا في مواقع إلكترونية مرموقة في مصر والوطن العربي
و تعرف علينا الأصدقاء فأقمنا أمسيات شعرية في المنصورة و الزقازيق و القاهرة والجيزة والمنيا وبورسعيد وسوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر طبعا وكل مدن محافظة أسوان التي أقيم بها إقامة دائمة منذ عام 1996 و التي شرفني أصدقائي بها أن اختاروني عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر عن أسوان الدورة الحالية
ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي نشرنا في الصحف القومية والخاصة والمجلات الثقافية المتخصصة المصرية والعربية
٨_ ما هي طموحاتك الأدبية وامنياتك في المستقبل القريب؟
أن يتم تدريس قصائدنا في كتب وزارة التربية والتعليم ويتم تخصيص دواويني لرسائل ماجستير ودكتوراة ويختار الأساتذة كتب للتدريس لطلبة الجامعة وأن تلتفت الدولة لأعمالي بعين التقدير بجوائز الدولة التي حصل عليها من ليس لهم مشروعات أدبية كبرى ولم يمتلكوا اسلوبا خاصا لكنهم امتلكوا شبكة علاقات أو مصالح


